❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
حمزة العطار
تسارعت أحداث المنطقة في الأيام الماضية لتتسارع معها الأحداث العالمية وتزيد التوقعات والتكهنات، لتبدو منطقة الشرق الأوسط هي الفيصل اليوم في مسار إشعال الكوكب من عدمه، وتتباين الآراء بين مؤيد ومعارض لفكرة اشتعال المنطقة وبالتالي بوادر حرب كونية تحرق معها الجميع . تبقى الكلمة الفصل في موقف الولايات المتحدة الأميركية الذي يشعل أو يهدأ المنطقة، فماذا يجري وما الذي يمكن أن يحدث والى أين ستصل خواتيم الأمور ؟
أسئلة كثيرة تقلق فكر الجميع اليوم وتضج مضاجع الشرق أوسطيين وهم يرون المنطقة على فوهة بركان يغلي، لا ينقصه سوى بضع حركات أميركية لتشعل المنطقة أو تخمد نيرانها .
كاذب من يقول اليقين بحدوث الحرب كما هو كاذب من ينفيها، فما يجري اليوم يفتح باب التكهنات من كل حدب وصوب دون أن يجزم يقيناً بنشوب الحرب الكبرى من عدمها، يبقى للمحللين أفكار قد تصدق وقد تخيب، ولكن من مجريات ما يحدث وربطها بماضٍ قريب ومجريات حالية، يمكن التنبؤ بما سيجري، تاركين للأقدار أن ترسم ما تخبأه لنا والمنطقة .
بداية الاشتعال السريع الذي حصل وتسارع الأحداث بشكل كبير، يجمع المراقبون أن اسرائيل كانت سبباً له في وقت كانت تسير المفاوضات الإيرانية الأميركية بطريقة إيجابية رغم البطء فيها، فهل باتت اسرائيل ذلك الشرطي الذي يحفظ الأمن والنظام في الاقليم، وهل انتهت من مشكلاتها الداخلية فيما بينهم أو الخارجية مع الغزيين أو حتى لبنان، لتنصرف إلى ضبط أمن المنطقة، وهل حقيقةً أن إيران تنوي تصنيع القنبلة النووية التي يجري الحديث عنها ؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى جهدٍ فكري كبير فلربما خلصنا إلى نتيجة منطقية .
بداية لم تنته أحداث فلسطين كما لبنان ولا اليمن من صراع مع إسرائيل وهي التي تعرف أن جبهة اليمن تغلي وكذا لبنان، نار تحت رماد، ناهيك عن أحداث غزة التي تؤكد يومياً أنها جبهة مشتعلة، لم تستطع اسرائيل الظفر بإنهائها كما تحب وترغب .
أضف جبهات أخرى كثيرة، من صمت لبناني مرعب لإسرائيل، ينذر بأنه ربما يتحول في لحظة إلى صخب واسرائيل أكثر العارفين بما لدى المقاومة في لبنان من إمكانات كبيرة لا زالت متوفرة، كما تعرف بأن خطوط إمداد لها عبر سوريا لا تزال قائمة وفعالة رغم كل التغييرات التي حصلت هناك .
جبهة اليمن حكاية أخرى من حكايا العز والصمود والانتصار، وبأس يماني لم يضعف ولن يضعف رغم كل ما جرى، ألزم معه أميركا الخنوع والخضوع لهدنة وفق الرؤية اليمنية لحفظ ما يمكن حفظه من هيبة أميركية تُفقد كل يوم .
وتأتيك الجبهات الأخرى التي كانت ساخنة أو التي كانت هادئة وفاجئت أميركا بما يمكن أن تفعله حال حدوث نزاع .
إذن العديد والكثير من المحظورات والمخاطر التي إن حدث أي اشتعال في المنطقة، لن تُبقي مصالح ووجود أميركي في المنطقة وستؤدي إلى إضعاف كبير لمدللة أميركا، أقصد اسرائيل، إن لم نقل للنظر في أصل بقائها في المنطقة .
عوامل أخرى جوهرية يجب أن لا نغفل عنها، وهي ابتدأت منذ ما قبل الانتخابات الأميركية وعودة ترامب إلى البيت الابيض, مع كثير توقعات بل تصريحات منه بأن قدومه سيجعل المنطقة آمنة هادئة لسنوات، أقلها طيلة فترة حكمه ليستطيع التصرف بحرية بعقليته التجارية ويتمكن من أخذ ما يمكن أخذه من المنطقة وخيراتها، وهو يعلم علم اليقين أن فكره التجاري وأهدافه الاقتصادية بحاجة إلى هدوء، يجعله قادراّ على مشروع استنزاف المنطقة وسلبها خيراتها إلى الحد الأقصى .
النتيجة في الماضي منذ ما قبل عودة ترامب واليوم ما يحصل مع إيران مع تصريحات ودية كانت حتى اليوم، من ترامب، تشي بأن أبواق الحرب لا زالت بعيدة . المتغيرالعاجل الذي يحصل اليوم هو المفاجئة التي تصنعها إيران والهزيمة التي تلحقها بإسرائيل وهو أمر بات حتمياً، هزيمة لن يكون اي لُبس فيها، ناهيك عن توسع دور حركات المقاومة التي اعتبرت اسرائيل أنها قضت عليها .
الحقيقة واضحة أمام ترامب بعين العقل، وربما بعين نتنياهو، رغم ذلك هو يفعل ما ما يستطيع فعله، لإطالة أمد النيران المشتعلة في المنطقة وبالتالي البعد عن مصير أسود وسجن محتوم ينتظره .
العارف بكل الخبايا وسيد الدهاء المطلق اليوم هو ترامب، الذي يدرك تلك الحقائق كما يدرك حقيقة السعي الإسرائيلي لجره إلى الحرب .
من خلال كل المجريات والأحداث المتسارعة ويقين ترامب بالفاتورة التي سيدفعها ويُدفع جنوده ومصالحه وكل وجوده في الشرق الأوسط، يدفعنا إلى الاعتقاد بعدم جدية ترامب بالمشاركة المباشرة، وسيقتصر دوره على الدعم اللوجستي عبر تأمين الذخائر من جهة والمشاركة في صد أي عدوان نحو اسرائيل من قبل إيران أو ربما حلفائها .
أيضا تحرك ترامب العسكري، سيحرك كثيرين من دول نووية، يعلم نتنياهو بأن القدرة على إعادة فتح باب تواصل معها سيغدو مستحيلاً وإيجاد حلول لاحقة، كروسيا وكوريا وباكستان هو أمر عسير، وهي دول حزمت أمتعة الحرب وأعلنت مشاركتها حال توسع الحرب مع اختلاف في المصالح لمن يعرف انه سيكون التالي في الذبح، حال سقوط إيران كباكستان، أو لعدم السماح لأميركا بالأستفراد بحكم المنطقة والتحكم بها والاستفادة من خيراتها كروسيا أو الصين .
إذن في الخلاصة أوراق كثيرة اختلطت فيما بينها، تجعل المشاهد يحتار لأي خيار يرجح ناهيك عمن سينتصر اذا توسعت المعركة حال توسعها والى أي درجة يمكن أن تُفتح الابواب، فهل يتم الاكتفاء بالأسلحة التقليدية، أم أن حرب النووي ستخطف أبصار المتابعين، وما هي أضرار هذه الحرب على كل طرف ؟
السرد المنطقي للمجريات الحاصلة اليوم تشير إلى عدم توسع الحرب وبأن ترامب سيبقى الضابط لسياقها بشكل لا تُسحق اسرائيل ولا يتم اشتراك دول أخرى لن تتعامل بأخلاق الاسلام وترفض استخدام النووي كسلاح وتكون نبيلة في قتالها مثل إيران .
التكهنات والسياق والمجريات تؤكد هذه الفكرة، يبقى العمل الإلهي إن صار عبر حمق أميركي، إن حصل سيكون معه نهاية النفوذ الأميركي في المنطقة وهجرة يهودية تشبه هجرة عام ١٩٤٨ ولكن بطريقة عكسية، لتكون من فلسطين نحو أماكن المنشأ الأصلية وتعود فلسطين العزيزة إلى حيث يجب أن تكون .
ليست اوهام ولا تمنيات، إنها وقائع تصنعها مجريات الأحداث ويشرف عليها الله ورجال الله الذين سيبلون بلاءً حسناً بإذن الله .
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً .
#ارواحنافداالخامنئي